أبــي .. الذي رحل الى جوار ربه منذ أكثر من خمسة اعوام
رحل في تلك " الجمعة " المباركة .. رحل الى الآخـــــرة
في تلك الحفرة الصغيرة .. وذاك الظلام المخيف ..
لقد كنت فيما دون الخامسة عشر من عمري .. وكنت متفائلة جدا ً بعودته الينا
مرة اخرى .. فأنا لا احتمل الوقت بدونه !! ولا احتمل البيت بدونه ....
وطال بي الوقت وانا لم احضنه ..
لقد كنت اسرع الى حجرتي .. لأتذكره ... واعيشه وحدي .. دون ضوضاء الدنيا وضجيج الهموم ...
اتذكره .. واتذكر ابتسامته .. وصوته الدافىء وهو يناديني بإسمي .... روح .. روح ...
وانا في ذلك العمر الصغير ... كنت اردد وكأني احاوره ..
أبي ... ستعود ,, اليس كذلك ..؟؟ أبي ستعود .. ستعود .. أليس كذلك ...
لم أكن ادرك .. اني لن أنطق كلمة " أبي " مرة اخرى للأبـــد ...
اتذكر ذلك الموقف تماما .. حينما رحل والدي ,, وتغيبت عن المدرسة لبضع
أيام .. وحينما رجعت الى المدرسة .. سألتني تلك المدرسة الحنونة ..
أين انتِ ؟؟ لماذا تخلفتِ عن المدرسة الأيام الماضية ..
فأجبتها ببراءة الطفولة .... لقد كنت أعاني من آلام الصداع .. ولكني تجاوزتها ولله الحمد
لا أدري لماذا اجبتها هكذا ... هل كنت احاول ان لا أواجه الواقع !! هل ماقمت به هو الهروب البرىء ... أم ماذا فعلت !!
لكن الأكيد والذي كنت اعرفه ... بأني لم استطع اطلاقا ً ان انطق " أبي مات " !!
تمر الأيام .. والشهور .. والسنوات .. ولازال والدي هو هاجسـي ...
والله وبالله وتالله .. بأن الشوق بلغ فيني مابلغ ... لرؤيته واحتضانه وتقبيله .. والجلوس بجانبه ...
والدي ... لا أملك الا الدعـاء لك .. والصدقات .. فأسأل الله الكريم رب
العرش العظيم .. أن يرحمك برحمته ويسكنك فسيح جناته .. ويجعل الفردوس
الأعلى هي دراك ومقامك ...
وان يجمعني بك وبمن يقرأ هذه الحروف ووالديـهم وجميع المسلمين .. الأحياء منهم والأموات ..
في جنان الخلد والنعيم والبقاء .. وان ترزقنا اللهم لذة النظر الى وجهك الكريم ...
اللهم آميـــن
* * * * * * * * * *
إهـــداء :
لكل من فقد أبــاه .. أو أمــه .. أو كليهما ..
روح انثى
_______________رحل في تلك " الجمعة " المباركة .. رحل الى الآخـــــرة
في تلك الحفرة الصغيرة .. وذاك الظلام المخيف ..
لقد كنت فيما دون الخامسة عشر من عمري .. وكنت متفائلة جدا ً بعودته الينا
مرة اخرى .. فأنا لا احتمل الوقت بدونه !! ولا احتمل البيت بدونه ....
وطال بي الوقت وانا لم احضنه ..
لقد كنت اسرع الى حجرتي .. لأتذكره ... واعيشه وحدي .. دون ضوضاء الدنيا وضجيج الهموم ...
اتذكره .. واتذكر ابتسامته .. وصوته الدافىء وهو يناديني بإسمي .... روح .. روح ...
وانا في ذلك العمر الصغير ... كنت اردد وكأني احاوره ..
أبي ... ستعود ,, اليس كذلك ..؟؟ أبي ستعود .. ستعود .. أليس كذلك ...
لم أكن ادرك .. اني لن أنطق كلمة " أبي " مرة اخرى للأبـــد ...
اتذكر ذلك الموقف تماما .. حينما رحل والدي ,, وتغيبت عن المدرسة لبضع
أيام .. وحينما رجعت الى المدرسة .. سألتني تلك المدرسة الحنونة ..
أين انتِ ؟؟ لماذا تخلفتِ عن المدرسة الأيام الماضية ..
فأجبتها ببراءة الطفولة .... لقد كنت أعاني من آلام الصداع .. ولكني تجاوزتها ولله الحمد
لا أدري لماذا اجبتها هكذا ... هل كنت احاول ان لا أواجه الواقع !! هل ماقمت به هو الهروب البرىء ... أم ماذا فعلت !!
لكن الأكيد والذي كنت اعرفه ... بأني لم استطع اطلاقا ً ان انطق " أبي مات " !!
تمر الأيام .. والشهور .. والسنوات .. ولازال والدي هو هاجسـي ...
والله وبالله وتالله .. بأن الشوق بلغ فيني مابلغ ... لرؤيته واحتضانه وتقبيله .. والجلوس بجانبه ...
والدي ... لا أملك الا الدعـاء لك .. والصدقات .. فأسأل الله الكريم رب
العرش العظيم .. أن يرحمك برحمته ويسكنك فسيح جناته .. ويجعل الفردوس
الأعلى هي دراك ومقامك ...
وان يجمعني بك وبمن يقرأ هذه الحروف ووالديـهم وجميع المسلمين .. الأحياء منهم والأموات ..
في جنان الخلد والنعيم والبقاء .. وان ترزقنا اللهم لذة النظر الى وجهك الكريم ...
اللهم آميـــن
* * * * * * * * * *
إهـــداء :
لكل من فقد أبــاه .. أو أمــه .. أو كليهما ..
روح انثى